[color:970e=red]يمرّ الإنسان في كلّ يوم من حياته، بأحداث متفرّقة، وإذ به يحاول فهمها أو تفسيرها بطرق مختلفة. إلاّ أّنّنا نتّفق جميعاً على أن الأحداث تختلف، ومنها ما نتمناه أكثر من غيره من الأحداث. فلا أحد يتمنى أن يكون بالقرب من منطقة ضربها زلزال بقوّة 7 درجات على مقياس ريختر. لكن من تراه لا يرحّب مثلاً بربح سيّارة فيراري في سحب عشوائي للأسماء! يقول البعض إنّ هذه الحالة هي عبارة عن "تواجد الشخص المناسب في المكان المناسب"، والبعض الآخر إنّها قائمة على "الأرقام والارجحيّة"، فيما يسمّيها آخرون "الحظ" بكل بساطة! ويذهب كثيرون إلى أبعد من ذلك، فيؤمنون بوجود أشياء أو أحداث تجلب الحظ أو تبعده كالفأل. فهل هناك حقّاً ما يعرف بالحظ؟
للإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نحلّل العالم من حولنا. كيف يمكننا تفسير العشوائية في حياتنا أو شعورنا بأنّنا في المكان الخطأ أو عكس ذلك؟ يؤمن معظمنا بالقدر، إلاّ أنه يمكن أن يكون الحظ مستقلاًّ عنه. يمكنك أنّ ترمي النرد وتحصل على رقم ما، وأن تقول إنّ ذاك هو قدرك، أو أن الحظ تدخّل في قدرك وأعطاك هذا الرقم. خذ لعبة الشدة على سبيل المثال. لنقل إنّك تلعب لعبة البوكر وأن أوراقك جيّدة، إلاّ أنّ خصمك حصل على أوراق أفضل منك وإن فوزه مضمون. فهل هناك عمليّة حسابية تسمح لك بمعرفة أوراقه؟ أفضل ما يمكنك القيام به هو احتساب أرجحيّة فوزه ليقوم بدوره بتقدير أرجحيّة فوزك. بيد أنّه لا يمكنك على الإطلاق معرفة ما يحمله خصمك من أوراق من دون غشّ. وقد تتمكّن من التعمّق في لغة الجسد عند كلّ من خصومك، (شرط ألاّ تكون اللعبة عبر الإنترنت) فتعرف من يدعي الخسارة أو العكس. لكن هل أنت قادر أن تضمن فوزك من خلال هذا التحليل؟ طبعاً لا. لنعد إلى بداية اللعبة حين يتمّ توزيع الأوراق على الجميع. فهناك 52 ورقة مختلفة. وفي بداية كل دور، يقوم أحد اللاعبين بخلطها. ويأخذ عقل اللاعب القرارات السريعة حول خلط وتوزيع الأوراق من دون أن يراها. ومن ثمّ، يحصل كل لاعب على مجموعة من الأوراق وذلك حسب خلطها أو المكان الذي يجلس فيه حول الطاولة. وفي نهاية المطاف، يكون عقل اللاعب الموزع للأوراق من يحدد خلطة الأوراق التي تحملها في يدك. وعندما كان يقوم بخلط الأوراق، لم يكن على علم بالطريقة التي يتم بها الخلط، وبالتالي ليس بإمكانه معرفة أيّ مجموعة من الأوراق هي الأفضل بالنسبة إليه.
أهذا ما نسمّيه الحظ؟ أهو التلاعب بالأشياء التي لا يمكننا أن نراها وخلق نتائج لا يمكننا أن نتوقّعها؟ هل بوسع أحد أن يصبح "فنّاناً" في رماية النرد وذلك من خلال التعمّق في الخصائص الفيزيائية له (كالوزن والشكل والكثافة والحجم...)، وخصائص اليد وتركيبة الهواء، وسرعة الرياح، و خصائص السطح الذي يلقى عليه النرد، والجاذبيّة والضغط الجوي؟ وما هي الأحوال الجوية التي يمكنها أن تؤثر في الرمية؟ ما النسبة المئوية للفرق في حركة اليد وارتفاعها عن السطح الذي يرمى عليه النرد في تغيير نتيجة الرمية؟ في النهاية، أترك لك يا قارئي العزيزمجال التأمل! فهل تؤمن بالحظ؟
موضوع: هل تؤمن بالحظ 
السبت يوليو 05, 2008 8:14 pm
